• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / خطب


علامة باركود

خطبة: عيد الأضحى 1443 "أمة واحدة"

خطبة: عيد الأضحى 1443 أمة واحدة
يحيى سليمان العقيلي


تاريخ الإضافة: 20/9/2022 ميلادي - 23/2/1444 هجري

الزيارات: 9422

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: عيد الأضحى ١٤٤٣ "أمَّةٌ واحدة"

 

‎الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرًا، أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، يسَّر العسير، وجبر الكسير، وكان بعباده رؤوفًا رحيمًا، سبحانه وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرع الدين لعباده، وهدى المؤمنين لصراطه، وأنزل عليهم كتابه، وفصَّل لهم حلاله وحرامه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدُالله ورسوله، بعثه بالحق بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا.

‎الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

‎الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

‎الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

‎الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

 

‎أما بعد:

فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى، فبها تُكشف الكربات، وبها تُغفر الزلَّات، وبسببها تتنزل البركات؛ ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].

 

معاشر المؤمنين:

هذا هو عيد الأضحى، هذا يوم الحج الأكبر الذي تتجلى فيه وحدة الأمة المسلمة، كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، اليوم هو يوم الأضحى، وإن وحدة الأمة المسلمة - عباد الله - هي غاية عظمى من غايات هذا الدين العظيم؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92]، وقال سبحانه: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ [المؤمنون: 52].

 

نعم عباد الله، أمة الإسلام أمة واحدة، ربها واحد، وكتابها واحد، وقبلتها واحدة، ونبيها وقائدها هو محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه، تتجلى وحدتها في عباداتها وأعيادها، وفي شريعتها وكتابها، وفي آمالها وغاياتها.

 

وقف صلى الله عليه وسلم يخاطب الأمة في حجة الوداع: "يا أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألَا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فيبلغ الشاهد الغائب))؛ [رواه البيهقي في الشعب (4/289)، والمنذري في الترغيب والترهيب (3/375)، وصححه الألباني].

 

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى))؛ [متفق عليه].

 

وأينما ذكر اسم الله في بلد
عددتُ ذاك الحِمى من صلب أوطاني
شريعة الله لمَّت شملنا
وبَنَتْ لنا معالم إحسانٍ وإيمانِ

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

نعم عباد الله، هكذا كانت أمتنا المسلمة طوال ثلاثة عشر قرنًا من الزمان، أمة واحدة لا حدود بين شعوبها، يحكمها خليفة المسلمين، وكان ذلك من أعظم أسباب قوتها، علِم أعداؤها بذلك، فعملت معاولهم لتمزيق تلك الوحدة وتفتيت ذلك التلاحم، فأصبحت الأمة أممًا، والدولة دولًا، والشعب شعوبًا، وسهل عليهم بعدها احتلال الأوطان، وتدنيس المقدسات، وتمزيق الشعوب وإذلالها.

 

لو كانت أمتنا اليوم - عباد الله - كما كانت بالأمس، هل كانت القدس تُدَنَّس، وتُحتل فلسطين، ويُظلم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، تُهدم مساجدهم، ويُقتل أبناؤهم، وتُنتهك حرماتهم، وتُشرَّد شعوبهم، وتُسلب حقوقهم؟

 

كلا والله، ما كان ذلك ليكون، وهذا تاريخ أمتنا يشهد؛ استغاثت امرأة هاشمية بالمعتصم خليفة المسلمين، بعد أن احتل الإفرنج بلدها فنادت: "وا معتصماه"، ووصلت صيحتها إلى مسامعه، فهب من مجلسه وصاح: "لبيكِ"، وجهَّز جيشًا عظيمًا، وسأل قادته: أي المدن أعظم شأنًا عند الروم؟ فقالوا: عمورية، فانطلق بحيشه لها وحاصرها ثم دمرها بالمجانيق وأحرقها، وانطلق يفتك بجيش الروم حتى حرر تلك البلاد، وفك أسر المسلمين، ومنهم تلك المرأة.

 

هكذا كان المسلمون في عزة ومنعة وسؤدد، حين كانوا أمةً واحدة، وهكذا ستعود الأمة بموعود رسولها صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق بخلافة على منهاج النبوة، فطوبى لمن كان له سهمٌ في تلك العودة المباركة.

 

وفقنا الله لما يحب ويرضى، وأعاننا على البر والتقوى، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الحمد لله معيد الجمع والأعياد، وجامع الناس ليوم المعاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ندَّ، ولا مضادَّ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار، والهادي لسبيل الهدى والرشاد، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، وصحبه الطيبين، ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين؛ أما بعد:

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

معاشر المؤمنين:

إن من الأعمال المخصوصة في يوم عيد الأضحى، تقديم الأضحية بعد الصلاة؛ قال تعالى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2]، وأخرج الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: ((ما عمِل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله عز وجل، من هراقة الدم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم يقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فطِيبوا بها نفسًا)).

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي بكَبْشَيْنِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ووضع رجله على صفحتهما، ويذبحهما بيده)).

 

فبادروا عباد الله لإحياء هذه السنة الكريمة، فاذبحوا ضحاياكم طيبة بها نفوسكم، منشرحة بها صدروكم، اذبحوها باسم الله بعد صلاة العيد، واعلموا أنه لن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم، واعلموا رحمكم الله أن الذبح يمتد وقته إلى آخر أيام التشريق؛ وهو اليوم الثالث عشر.

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

اعلموا أثابكم الله أن يوم العيد وأيام التشريق هي أيام ذكر وشكر لله؛ قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203]؛ وهي أيام التشريق الثلاثة، تبدأ يوم غد، فواصلوا الذكر بالتكبير والتهليل والتحميد مطلقًا ومقيدًا بعد الصلوات إلى ما بعد صلاة العصر لليوم الثالث عشر.

 

واجعلوا - أثابكم الله - هذه الأيامَ أيامَ فرحٍ لا ترح، أيام اتفاق لا اختلاف، أيام سعادة لا شقاء، أيام حب وصفاء، لا بغضاء فيها ولا شحناء، تسامحوا وتصافحوا، توادوا وتحابوا، تعاونوا على البر والتقوى، صلوا الأرحام، وارحموا الأيتام، وتخلقوا بأخلاق الإسلام.

وصلوا وسلموا على خير الأنام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة